أوج – بروكسل
أكد نبيلة مصرالي المتحدثة باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل، أن الدعم الأوروبي لليبيا مستمر عبر بعثة مدنية وأخرى عسكرية في البحر المتوسط “إيريني”، نافية وجود أي نقاش لإرسال بعثة عسكرية إليها في الوقت الحاضر.
وأفادت مصرالي، في تصريحات نقلتها وكالة “آكي” الإيطالية، طالعتها “أوج”، بأن الاتحاد الأوروبي يرغب بأن يثمر الحوار الوطني الليبي الشامل عن نتائج ملموسة وأن تجري الانتخابات في موعدها وأن يُنفذ اتفاق وقف اطلاق النار المتفق عليه بالكامل.
وذكرت أن اتفاق وقف اطلاق النار ينص على انسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، قائلة: “نحن في مرحلة دقيقة وهناك فرصة للعمل على تثبت المكتسبات التي تحققت في ليبيا حتى الآن”.
وكان موقع “euobserver” المختص بتغطية أخبار الاتحاد الأوروبي كشف عن وثيقة مسربة تؤكد أن الأخير يعمل على وضع خطط إرسال مهمة عسكرية إلى ليبيا من أجل التنافس على النفوذ مع القوى الأجنبية هناك.
ووفقا لتقرير بالموقع، طالعته وترجمته “أوج”، قالت الوثيقة الداخلية الصادرة عن وزارة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، والمؤرخة في 1 ناصر/يوليو، إن عملية السلام في ليبيا تتطلب “نزع سلاح وتسريح وإعادة دمج على نطاق واسع للمقاتلين بالإضافة إلى إصلاح أساسي لقطاع الأمن”.
وأضافت: “في هذا السياق، ينبغي النظر في مشاركة عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي؛ من أجل عدم ترك مجال النشاط بأكمله في المجال العسكري لدول ثالثة”، ولم تذكر هذه الدول، فيما أسمته “الوضع التنافسي” في ليبيا.
وقالت: “على المدى الطويل وعندما تسمح الظروف، ينبغي النظر في مشاركة القوة الأمنية والدفاعية المشتركة للاتحاد الأوروبي، بتفويض لدعم عملية إصلاح القطاع الأمني في المجال العسكري”.
وألمحت ورقة الاتحاد الأوروبي إلى تركيا، عندما قالت إن “دولة ثالثة” واصلت رفض عمليات التفتيش لشحنات الأسلحة المشتبه بها إلى ليبيا في انتهاك لحظر الأمم المتحدة، مبينة أن الدولة نفسها “تحافظ على وجود عسكري قوي في ليبيا وتوفر التدريب لقوات بعينها في الغرب”، لا سيما خفر السواحل والبحرية الليبية، بعد أن أرسلت تركيا قوات إلى ليبيا العام الماضي.
ورسم تقرير الاتحاد الأوروبي صورة مقلقة لليبيا، قائلاً إنه لا يزال هناك العديد من المقاتلين الأجانب هناك وأن تجارة النفط والأسلحة والبشر مستمرة بلا هوادة، في الوقت الذي تحاول فيه البعثة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي “إيريني” كبح التهريب وجمع المعلومات الاستخبارية.
ويأمل الاتحاد الأوروبي، بحسب الورقة المسربة، في منافسة تركيا في ليبيا من خلال تقديم الهدايا بشروط مرتبطة، مطالبا بربط توفير المعدات من قبل “إيريني” لخفر السواحل الليبي بقبول السلطات الليبية لتدريب الاتحاد الأوروبي.
وأفادت صحيفة الاتحاد الأوروبي بأن السلطات الليبية أعربت عن حاجتها إلى دعم الاتحاد لحدود ليبيا، خصوصا في الجنوب، موضحة أنه في حالة موافقة السلطات الليبية، فإن هذا قد يفتح إمكانية الحصول على حقوق التحليق لأصول المراقبة الجوية للاتحاد الأوروبي فوق الأراضي الليبية بالصحراء الجنوبية.