أوج – بنغازي
قال أستاذ القانون الدولي، سامي الأطرش، إن مسألة ترشح سيف الإسلام معمر القذافي للانتخابات القادمة تعد نوعًا من أنواع الهرطقة والعبث السياسي، زاعمًا أن الدكتور سيف الإسلام يمثل ماضي غير مقبول لأنه جزء لا يتجزأ منه.
وأضاف الأطرش، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “عكس التيار”، المذاع عبر فضائية “الوسط”: “المحامي أحمد نشاد عندما سئل عن ما إذا كان من حق سيف الإسلام الترشح للانتخابات أم لا، فكان رده أنه طالما لم يوجد حكم ضده يمنعه من الوفاء بالشروط الدستورية والقانونية فمن حقه ممارسة حقه كمواطن”.
وعقب بأن تلك الإجابة قانونية صرف، مستدركًا بأنها لا تتفق مع الوضع السياسي الليبي لأن هذه الشخصية تمثل رمزية لنظام سابق، مؤكدًا أن ما يحدث في ليبيا هو مسخ للمفاهيم كالديمقراطية، وحقوق الترشح، والحقوق السياسية.
وأردف بقوله: “مفهوم الديمقراطية الذي زرع في أفكار الشعب الليبي غير حقيقي، فنحن لم نعرف يوما ماذا تعني الديمقراطية، وسيادة القانون وبالتالي نحن نحتاج إلى إعادة تأهيل”.
كما أكد أن ليبيا تعيش حالة من الحرب ومن الانقسام ومن عدم وجود صلح في داخل الجسم الواحد، وفي المقابل نتحدث عن حقوق وطنية ونحن لا يوجد لدينا مصالحة ولا وطنية.
ولفت إلى أن أطراف الوطن لازالت مقسمة وكل ما نعيشه هو وضع صوري بعيدا عن مفاهيم الدستورية والديمقراطية، معقبًا أن كثيرا مما يسمون أنفسهم بالساسة الليبيين يستخدمون لفظ المصالحة الوطنية، والوحدة الوطنية، وهذه المفاهيم لم يطبقونها عمليا.
وردًا على سبب عدم اعترافه بحق الدكتور سيف الإسلام في الترشح للانتخابات، بين أنه لا يوجد له حق على الإطلاق حتى إذا ثبت أنه مازال حيًا يرزق، وإذا ثبتت براءته من الحكم.
واعتبر أن سيف الإسلام بريء حتى تثبت إدانته، متابعًا: “هذا مفهوم صحيح ديمقراطيا وقانونيًا، ولكن يظل سيف الإسلام مرتبط بوقائع تمثل مناهضة للحياة المدنية والديمقراطية فهو ابن الديكتاتور”.
وتابع: “مارس سياسة ولم يكن طرفا عاديا يذهب إلى المدرسة أو الجامعة، ولكن تدخل في الشأن السياسي وأصبح جزءا من هذه المنظومة”.
وطالب بأنه لابد أن يكون لدينا معايير مفهومة لدى الشعب الليبي، مردفًا: “هناك لغط في الشارع الليبي الآن لأن سيف الإسلام يُمثل شريحة كبيرة في مجتمع أنصار النظام السابق”.
واختتم بالتأكيد على أن أنصار القائد الشهيد يروا أن الدكتور سيف الإسلام لا يحتاج إلى دعاية انتخابية، لأنه يمثل فكر سياسي لحكم استمر لمدة 42 عام، زاعمًا: “مازالوا يريدون أن يكونوا عبيدًا في هذه المزرعة الكبيرة”.