أوج – واشنطن
تناولت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية معاناة المهاجرين في ليبيا على يد حراس مراكز الاحتجاز، والتي تصل إلى الابتزاز والاعتداء الجنسي على المهاجرين الذين يتخذون الأراضي الليبية معبرا للوصول إلى أوروبا.
وبحسب تقرير للوكالة الأمريكية، طالعته وترجمته “أوج”، قالت الشابة الصومالية البالغة من العمر 17 عاما، إن الاعتداءات الجنسية ضدها استمرت لمدة عامين، من قبل حراس المركز الذي تديره الحكومة في العاصمة طرابلس، حيث يتم احتجازهم.
وتطالب الفتاة هي وأربعة مراهقين صوماليين آخرين يتعرضون لانتهاكات مماثلة، بحسب التقرير، بالإفراج عنهم من مركز احتجاز شرع الزاوية، حيث قالت للوكالة عن طريق هاتف نقال مُهرَّب: “رغم أنها ليست المرة الأولى التي أعاني فيها من اعتداءات جنسية، إلا أن الأمر أكثر إيلامًا من الأشخاص الذين يجب أن يحمينا”.
وأضافت الشابة التي طالبت بعدم ذكر اسمها خوفًا من الانتقام: “عليك أن تقدم شيئًا مقابل الذهاب إلى الحمام، أو للاتصال بالعائلة، أو لتجنب الضرب”، متابعة: “يبدو الأمر كما لو أننا محتجزون من قبل تجار البشر”.
وتذكرت الفتاة قائلة: “في إحدى ليالي أبريل، حوالي منتصف الليل، طلبت من أحد الحراس السماح بالذهاب إلى الحمام، وعندما انتهيت، هاجمني الحارس وأمسك ثديي بقوة، وشعرت بالذهول ولم أكن أعرف ماذا أفعل، ولمس بقية جسدي”، مؤكدة أنه حاول تجريدها من ملابسها لاغتصابها، وواصل اعتداءه بينما كانت تبكي وتكافح وتتوسل له أن يتركها.
وأوضحت أنها عادت مرعوبة إلى زنزانتها، وأخبرت إحدى الفتيات الأخريات بما حدث، لكن سرعان ما علمت أنها ليست الضحية الوحيدة، حيث قالت إن جميع الفتيات، بين 16 و18 عاما، تعرضن لانتهاكات مماثلة أو أسوأ من قبل الحراس.
ونقلت الوكالة الأمريكية معاناة شابة تبلغ من العمر 16 عامًا في نفس الزنزانة، والتي أكدت أنها بدأت تتعرض للتحرش الجنسي بعد أيام قليلة من وصولها إلى المركز؛ عندما ناشدت أحد الحراس الاتصال بأسرتها، أعطاها هاتفاً وأخرجها من زنزانتها للاتصال بوالدتها، وبمجرد أن أغلقت المكالمة، وقف وراءها وأمسك ثدييها.
وذكرت أنها رفعت يديه وبدأت في البكاء، حتى توقف الحارس فقط بعدما أدرك أن موظفين آخرين في المركز، متابعة: “يفعلون هذا كل يوم، وإذا قاومت، ستتعرض للضرب أو للحرمان من كل شيء”.
وأشارت الوكالة إلى تسليط قضية المهاجرين في مراكز احتجاز الزاوية الضوء حول دور الاتحاد الأوروبي في دوامة العنف التي تحاصر المهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا، لاسيما أن الاتحاد يتولى تدريب وتجهيز ودعم خفر السواحل الليبي لاعتراض الأشخاص الذين يحاولون عبور وسط البحر المتوسط إلى أوروبا.
وبيّنت أن 677 شخصًا على الأقل إما لقوا حتفهم أو فقدوا وهم يسلكون هذا الطريق على متن قوارب غير صالحة للإبحار حتى الآن خلال العام الجاري، مشيرة إلى اعتراض ما يقرب من 13000 رجل وامرأة وطفل من قبل خفر السواحل الليبي وإعادتهم إلى الشواطئ الليبية منذ بداية العام حتى 12 الصيف/يونيو الحالي.
وفي بعض المراكز الـ29 التي يديرها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في جميع أنحاء البلاد، وثقت الجماعات الحقوقية الافتقار إلى النظافة الأساسية والرعاية الصحية والغذاء والماء، بالإضافة إلى الضرب والتعذيب، في حين يتلقى الجهاز الدعم والإمدادات والتدريب من خلال صندوق ائتمان الاتحاد الأوروبي بقيمة 4.9 مليار يورو لإفريقيا.
وأفادت “أسوشيتد برس” بأنه حتى عندما يتم توثيق القضايا واعتقال الجناة المزعومين، غالبًا ما يتم الإفراج عنهم بسبب عدم وجود شهود على استعداد للإدلاء بشهاداتهم خوفًا من الانتقام، فعلى سبيل المثال، تم إطلاق سراح مهرب البشر عبد الرحمن ميلاد، المعروف بـ”البيدجا” الذي كان يخضع لعقوبات الأمم المتحدة وتم اعتقاله العام الماضي بتهمة الاتجار بالبشر وتهريب الوقود، دون محاكمة.